زهد وإحسان لا تصوّف وخرافة
أن تصل مرتبة الإحسان التي أعلاها
وأشهرها رسول الهدى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه, بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك" عليك بأمرين:
إحسان المعتقد, وإحسان المتابعة.
"فمن كان يرجو لقاء ربه فليعما
عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا" صلاحًا بحسن الاتّباع وهجر الابتداع,
وإخلاصًا بالبراءة من كل ما يشوب صفاء التوحيد من لوثات التشريك.
فإحسان السلوك يبدأ من هنا, وبهذا
تتحقق لك الشهادتان قولًا وعملًا, فإن كنت كذلك فافرح بفضل الله تعالى, واحمده
واشكره والهج بتقديسه وذكره, واسأله المزيد من فضله, والتثبيت على صراطه, وإن كنت على غير هذه الجادة _ إما دَخَلًا في معتقد, أو
ابتداعًا في الاتّباع _ فلا تتعب نفسك, فعلى قدر الانحراف تكون المؤاخذه بعد إقامة
حجة الله تعالى على نفسك.
فيا صاحبي اضرع إلى ربك, وانطرح بين
يديه, وانكسر في سجودك مبتهلًا: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, عالم الغيب
والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من
الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
إبراهيم الدميجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق