"الثقة بالله عمود نور المصلحين"
يا صاحبي: هل تساءلت يومًا عن قحط صبر بعض الدعاة، أو تساقط بعض الصالحين، أو انتكاسات بعض العُبّاد؟
كذلك هل تعجّبت يومًا من عظيم ثبات المصلحين، ورسوخ يقين بعض الأخيار؟
أرعني ذهنك قليلًا رعاك الله بتوفيقه:
اعلم أن الثقة بالله هي السلك الناظم لأمور التديّن بعامّة, وهي الجدار الحافظ بإذن الله لقلب المؤمن من قواصف الشبهات وعواصف الشهوات, فهي الميدان الذي يجري فيه فؤاد المؤمن ويستن بطِوَلِه في أنحائه, ويستظلّ متنعمًا في أفيائه. إن الثقة بالله هي سفينة نجاة المتقين, وحبل وصول المقربين, وسلاح الصابرين في دار الابتلاء والامتحان.
إن الثقة بالله هي حصن السابقين, ومنتجع العابدين, ومهيع السالكين, وهي مزيجٌ من قول القلب وعمله, ولها علاقة بأقوال وأعمال القلب الأخرى فهي ثمرة العلم بالله, ومن ثمارها حسن الظن والتوكل وبردُهَا باليقين.
إذا كان الإيمان تصديقٌ خاصٌّ وإقرار؛ فالثقة بالله هي أصله وصلبه, فعلى أساسها يقوم بنيانه, وكل آيةِ إيمانٍ مهما تصرّفتْ فهي متضمنة للثقة بالله سبحانه. ولقد آل أمر المنافق لأن يكون أرذل العالمين وشر ولد آدم أجمعين لخيانته وكذبه في الثقة بربّه ولقائه ووعده! "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
ولقد تدبّرتُ آي القرآن فرأيت أن منها آيات هي مثل قُلَلِ الجبال للمسافر في تخوم السهول والحزون!
إنها آيات لها قرعُها الشديد لانتباه التالي والسامع, ففيها إيقاظ وتنبيه وإرشاد لقِبلة التوجّه القلبي, مع بلسم سكينة لا يصفه الواصفون, ووقودٌ تام لمحرّك مركبة المهاجر لربه, وزاد وافٍ لمن حمل همّ إصلاح نفسه وأمته, فهي شاطئ أمان العُبّاد والدّعاة والعلماء والمربين..وليس لمؤمن ولا مؤمنة غنية عن فقهها علمًا وعملًا.
وكم من عامِّيٍّ لا يُؤبهُ له مدفوع بالأبواب يقف أمام عواصف فتن الدنيا وقواصف رغائبها بثبات يبزّ به الجبال الرواسي! بينما يقع حامل أسفار العلوم تحت جناح أهونِ فتنة! فأين ياتُراه الخلل؟!
مرجع ذلك: أن العلم النافع هو العلم بالله قبل العلم بشرعه, وإن اجتمعا في قلب فواهًا! لذا فلم يكن الحبر الحكيم ابن مسعود رضي الله عنه مبالغًا حينما قال فيما رواه أحمد في الزهد: ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم الخشية. وأولى بنا قول ربنا: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
فإن مررت على تلك الآيات فردِّدْها وتدبرها وتفكّر فيها, ففيها نداء لروحك, وخطاب لفؤادك, وطوق نجاة لمصيرك, ومنشور فلاح لنشرك ومعادك.
تولاك مولاك في أولاك وعقباك.
يا صاحبي: هل تساءلت يومًا عن قحط صبر بعض الدعاة، أو تساقط بعض الصالحين، أو انتكاسات بعض العُبّاد؟
كذلك هل تعجّبت يومًا من عظيم ثبات المصلحين، ورسوخ يقين بعض الأخيار؟
أرعني ذهنك قليلًا رعاك الله بتوفيقه:
اعلم أن الثقة بالله هي السلك الناظم لأمور التديّن بعامّة, وهي الجدار الحافظ بإذن الله لقلب المؤمن من قواصف الشبهات وعواصف الشهوات, فهي الميدان الذي يجري فيه فؤاد المؤمن ويستن بطِوَلِه في أنحائه, ويستظلّ متنعمًا في أفيائه. إن الثقة بالله هي سفينة نجاة المتقين, وحبل وصول المقربين, وسلاح الصابرين في دار الابتلاء والامتحان.
إن الثقة بالله هي حصن السابقين, ومنتجع العابدين, ومهيع السالكين, وهي مزيجٌ من قول القلب وعمله, ولها علاقة بأقوال وأعمال القلب الأخرى فهي ثمرة العلم بالله, ومن ثمارها حسن الظن والتوكل وبردُهَا باليقين.
إذا كان الإيمان تصديقٌ خاصٌّ وإقرار؛ فالثقة بالله هي أصله وصلبه, فعلى أساسها يقوم بنيانه, وكل آيةِ إيمانٍ مهما تصرّفتْ فهي متضمنة للثقة بالله سبحانه. ولقد آل أمر المنافق لأن يكون أرذل العالمين وشر ولد آدم أجمعين لخيانته وكذبه في الثقة بربّه ولقائه ووعده! "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
ولقد تدبّرتُ آي القرآن فرأيت أن منها آيات هي مثل قُلَلِ الجبال للمسافر في تخوم السهول والحزون!
إنها آيات لها قرعُها الشديد لانتباه التالي والسامع, ففيها إيقاظ وتنبيه وإرشاد لقِبلة التوجّه القلبي, مع بلسم سكينة لا يصفه الواصفون, ووقودٌ تام لمحرّك مركبة المهاجر لربه, وزاد وافٍ لمن حمل همّ إصلاح نفسه وأمته, فهي شاطئ أمان العُبّاد والدّعاة والعلماء والمربين..وليس لمؤمن ولا مؤمنة غنية عن فقهها علمًا وعملًا.
وكم من عامِّيٍّ لا يُؤبهُ له مدفوع بالأبواب يقف أمام عواصف فتن الدنيا وقواصف رغائبها بثبات يبزّ به الجبال الرواسي! بينما يقع حامل أسفار العلوم تحت جناح أهونِ فتنة! فأين ياتُراه الخلل؟!
مرجع ذلك: أن العلم النافع هو العلم بالله قبل العلم بشرعه, وإن اجتمعا في قلب فواهًا! لذا فلم يكن الحبر الحكيم ابن مسعود رضي الله عنه مبالغًا حينما قال فيما رواه أحمد في الزهد: ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم الخشية. وأولى بنا قول ربنا: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
فإن مررت على تلك الآيات فردِّدْها وتدبرها وتفكّر فيها, ففيها نداء لروحك, وخطاب لفؤادك, وطوق نجاة لمصيرك, ومنشور فلاح لنشرك ومعادك.
تولاك مولاك في أولاك وعقباك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق