إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

الخميس، 26 سبتمبر 2024

(مالكم لا ترجون لله وقارًا) مِن أعظم التوقير إحسان الشكر

 

(مالكم لا ترجون لله وقارًا)

مِن أعظم التوقير إحسان الشكر

مِن الناس من يزدري نعم الله تعالى وهو لا يشعر، فمن ذلك قول بعضهم: إني منذ كذا وكذا أنتظر شيئا جميلًا يحدث في حياتي لكنه لم يحدث حتى الآن، وقول الآخر: فاتتكَ الحظوظُ فالحظوظُ لأهلها، ونحو تلك الجمل الدالة على نقص التوقير لله تعالى، ونسيانِ آلائه ونعمه. والله تعالى يقول: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون)، فأقلُّ الناسِ الشاكرون، قال سبحانه: (اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور)، وقال جل وعلا: (ألم تر إلى الذين بدّلو نعمة الله كفرًا)، فقلبوا شكرَهُم كفرًا بالنِّعم والمُنعم. (مالكم لا ترجون لله وقارًا).

ومَن تأمل حاله وتدبّر شأنه وجد أنّه مغمورٌ بنعمٍ لله تعالى لا يُحصيها، فالعافيةُ نعمةٌ، والأمن نعمة، والعقل نعمة، وحسن الخُلُقِ والخَلْقِ نعمة، والرزقُ نعمة، وصرفُ البلاء ورفعُهُ نعمه، وأعظمُ النعم بإطلاق هي نعم الإسلام والإيمان والتوحيد والسنة والاستقامة، ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون. (وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)، (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). وإنّما يرى أثر النعمة من فقدها، وتدبّر مليًّا فالخطاب لك: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضرُّ فإليه تجأرون). والله المستعان.

إبراهيم الدميحي

23|3|1446


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق