المزاح
المزاح لا بأس به على الندرة أو في المرّة
تلو المرّة، بحيث لا يكون طبعًا معتادًا، ولا يكون كذبًا ولا مشتملًا على محرم ولا
أذى، وقد كان صلى الله عليه وسلم يفاكه أصحابه ويداعبهم ويمازحهم لكنه لا يقول إلا
حقًّا وصدقًا وبإدخال السرور والفرح بلا أذية.
أما إن طغى المزاح على المرء بحيث لا يكاد
يخلو مجلسه من دعابات وفكاهات حتى يعرف بها فليس هذا بجيد، ويزيد الأمر إن استمرأ إضحاك
الناس على الناس فهناك تُبذر بذور الضغائن السامة للإخوّة والماحقة للألفة والاجتماع،
وكم من كلمة أراد بها صاحبها المفاكهة والممازحة نتجت حربًا وقتلًا، والعاقل من اتعظ
بغيره.
وبالجملة فالمزاح لا بد أن يكون بقدر، وأن
تحفظ له آدابه وأوقاته وأشخاصه، فليس كل وقت يصلح له ولا كل شخص يتقّبله ولا كل حال
يكون مناسبًا له. وبالله التوفيق.
إبراهيم
الدميجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق