إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

الأحد، 17 يناير 2021

نبذة عن علامة عفيف الشيخ صالح بن فريج التميمي رحمه الله تعالى

 وفاة الشيخ صالح بن فريج التميمي والصلاة عليه عصر الأحد في مقبرة شمال الرياض ( نبذة حايته 

محمد الراشد 


هو العالم الجليل ، الفقيه المتواضع ، الورع الزاهد الشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن ناصر الناصري التميمي ولد في ثرمدا عام (١٣٤١هـ/ ١٩٢٣م ) جده عبدالرحمن اشتهر بـ (فريج) لدى اهل الوشم  لشجاعته وقطعه للفرجه فصارت الأسرة تنسب لهذا الجد وهم من آل بخيتان من النواصر من بني الحارث من بني عمرو من تميم.


نشأته في الصغر​

نشأ لدى جدته لامه هيله بنت عبدالعزيز ابن شاهين من بني خالد – رحمها الله في ثرمدا حيث كان والديه في مكه لاعمال والده وآثرت والدته بقائه في ثرمدا لتحفيز عودة ابيه الى بلده ثرمدا ولكن لم يعد حيث توفي ودفن في مكه رحمه الله ، انتقلت بعدها والدته – حصه بنت محمد بن عبدالعزيز ابن حجي من قبيلة هذيل رحمها الله وجدها هو الشيخ عبدالعزيز ابن حجي امام جامع الزرقاء بثرمداء سابقاً – الى الخرمه لدى احد اعمامها وطلبت ابنها إليها من ثرمدا وكان حينها فيما يقارب سن السابعه بعد ان امضى لدى جدته قراءة القران على زوج خالته سعد ابن عبدالله ابن حجي – رحمه الله.


نشأته العلميه​

بعد انتقاله الى الخرمه وقد كانت زاخره بالعلم آنذاك واصل في تعلم القران على الشيخ ابراهيم ابن عبدالعزيز ابن سيار – رحمه الله ، في مدرسه للقرآن بالمسجد وبعد وفاته درس على الشيخ يوسف بن صالح بن عساف – رحمه الله ، وكما يروى عن الشيخ قوله (في غرفة طين مليانه خنافس وعقارب وجحاره ) ، وفي اثناء حفظه للقرآن وقراءته تعلم الخط والكتابه والحساب واجادها جميعاً فحفظ القران الكريم واتقنه في سن مبكره .

بعد ذلك شرع في طلب العلم وحثته والدته – رحمها الله ، عليه فبدأ بالقراءه على عدة علماء أجلاء ، ومشايخ فضلاء – رحمهم الله جميعاً.

في عام ١٣٥١هـ درس على الشيخ محمد ابن عبدالعزيز ابن رشيد – رحمه الله ، علوم القران والسنه وبقي معه سنه .

في عام ١٣٥٥هـ درس على الشيخ العالم فيصل ابن عبدالعزيز آل مبارك – رحمه الله ، حينما تولى القضاء في الخرمه التفسير وشرح التوحيد وبعض المتون والكتب العلميه حتى عام ١٣٥٧هـ .

في عام ١٣٥٧هـ درس على الشيخ العلامه إبراهيم بن سليمان الراشد – رحمه الله ،حينما تولى القضاء في الخرمه واصل عليه الطلب والدراسه في فنون العلم والتفسير والحديث والتوحيد والفقه والفرائض والعربيه الى عام ١٣٦٤هـ وهو اكثر من قرأ عليه من مشائخه رحم الله الجميع .

في عام ١٣٦٤هـ درس على الشيخ عبداللطيف ابن ابراهيم العبداللطيف – رحمه الله ،حينما تولى القضاء في الخرمه التفسير والحديث والفقه والعربيه والفرائض واجازه لتدريس الطلبه في علم الفرائض والنحو ونحو ذلك والبحث مع الطلبه في ذلك حتى عام ١٣٦٧هـ .

في عام ١٣٦٧هـ واصل الدراسه على شيخه الاول محمد ابن عبدالعزيز ابن رشيد – رحمه الله، بعد ان تم تعيينه قاضياً في الخرمه في التفسير والحديث والفقه والفرائض والعربيه حتى علم ١٣٧٠ هـ .

في عام ١٣٧٠ هـ درس على الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل – رحمه الله ، عندما تولى القضاء في الخرمه حتى عام ١٣٧٢ هـ .

ويذكر عن الشيخ صالح – حفظه الله ، قوله المتواضع عن دراسته ( إن بضاعتي مزجاة ) حيث لم تكن متواصله بل تخللها فترات انقطاع وذلك لضروريات الحياة .


اعماله ومناصبه​

في اوئل عام ١٣٧٢ هـ بعث الشيخ عبدالله بن حسن ال الشيخ – رحمه الله وكان رئيس القضاة بالحجاز برقيه للشيخ صالح – تفيد انه صدر تعيينه قاضياً بمحكمة ظلم ، وقدم الشيخ له اعتذاره عن القضاء.

في اواخر عام ١٣٧٢ هـ تم تعيين الشيخ عضواً في لجنة الدعوه المنتدبه الى بلاد غامد وزهران وذلك بناءً على قرار رسمي من العلامه الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ – رحمه الله مفتي الديار السعوديه سابقاً.

في غرة عام ١٣٧٣ هـ توجه الشيخ بصحبة الشيوخ الثلاثه ومرافيقهم الى مناطق الجنوب في مهمة الدعوه والوعظ والتعليم وكانت مدتها  اربعة اشهر.

بعد عودة الشيخ  من مهمته الى الرياض في رجب عام ١٣٧٣هـ  اتضح ان الشيخ محمد ابن ابراهيم – رحمه الله ، قد اختاره للقضاء واصدر امرا بتعيينه قاضياً في ظلم اعتذر مجدداً عن القضاء ولكن لم يقبل اي عذر في ذلك.

في عام ١٣٧٧ هـ تم تعيين الشيخ قاضياً في محكمة الدفينه وبقيت محكمة ظلم تابعه له في العمل.

في عام ١٣٨٢ هـ كثرت القضايا في المناطق القريبه من الدفينه وخاصه بين الباديه فامر الشيخ محمد ابن ابراهيم – رحمه الله ان يجتمع القضاة عند الشيخ صالح بقضايهم  وهم :

– قاضي المويه آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن منيف ومعه امير المويه سعد بن سالم.

– امير الخاصره ومعه القضايا التي عندهم ولم يكن لديهم قاضي .

– قاضي محكمة عفيف الشيخ سلطان السلطان ومعه امير عفيف آنذاك سويلم الشعلان ومعهم قضاياهم.

اجتمعو لدى الشيخ صالح – حفظه الله فقد كان قاضي قضاة حينها ورئيس تلك المحاكم.

في عام ١٣٩٠ هـ تم تعيين الشيخ قاضياً في محكمة نفي بقي فيها مايقارب السنه .

في عام ١٣٩١ هـ تم تعيينه قاضياً في محكمة الحنابج .

في عام ١٣٩٤ هـ  تم تعيينه قاضيا في محكمة الدفيينه والمويه معاً.

في نهاية عام ١٣٩٤ هـ تمت الموافقه على طلبه ورغبته باحالته للتقاعد  وذلك بعد عدة طلبات تقدم بها لاعفائه من القضاء ، وكان كما عرف عنه – حفظه الله مسدداً في اقضيته نزيهاً في معاملته حازماً في كل شؤونه حليماً ذا عقل راجح وذا اناة وتأمل ويحب اصلاح البين .


يذكر لنا احد اعيان عالية نجد وهو محمد بن منصور العواجي انه كان حاضراً في احدى مجالس الملك فيصل – رحمه الله ، وانه بعد مغادرة الشيخ صالح المجلس في احدى محاولته حفظه الله لطلب الاعفاء من القضاء قول الملك ( كلٍ يجيني يبي دنيا الا هالرجال – ويشير بيده الي الشيخ صالح وهو مغادر – يقول فكوني منها الله يجزاه عني وعن الاسلام والمسلمين خير ) .

في عام ١٣٩٥ هـ وصل اليه طلب من الشيخ عبدالعزيز ابن صالح – رحمه الله لمباشره الامامه في المسجد النبوي بالمدينه وكان طلباً محببا للشيخ صالح لسكنى المدينه المنوره ولكن بعد  رؤيته لحال عفيف والقرى التي عمل بها وهم في امس الحاجه الى التوجيه والارشاد وتفقيههم في الدين تردد في قبول الطلب ورجح عنده احتساب الاجر للنفع باهالي تلك المناطق .

في عام ١٣٩٧ هـ وصل اليه من الشيخ عبدالله بن حميد – رحمه الله طلب لامامة صلاة الفجر في المسجد الحرام بمكة المكرمه واعتذر عنه الشيخ ايضا .

اعتذر الشيخ بعد تقاعده من القضاء عن اي مناصب و اعمال رسميه .


مسيرته ومنهجه في التدريس​

سعى الشيخ  بعد ذلك في بناء جامع كبير وكان اماماً وخطيباً به وايضاً تولى امامة وخطابة العيدين والاستسقاء وتجرد لعبادة ربه ولازم المسجد حتى صار من اعمدته كثير التنفل من العباده  والصيام واللهج بالذكر والدعاء يشغل جل وقته بتلاوة القرآن حتى قيل ان هذا الشيخ قرآن يمشي على الارض مما يُرى من حرصه عليه.

نفع الله به اهل عفيف وقراها وماجاورها من باديه وحاضره حتى صار علماً يشار اليه ونور يستضاء به واحبه الناس جميعاً فكانت له المكانه المرموقه والكلمه المسموعه عندهم واصبح مرجعاً هام في الراي والمشوره والفتوى وحل المشكلات وتقسيم المواريث والتركات وكان له باعا طويلاً في علم الفرائض والمواريث.

قام  بالتدريس في دورات للائمه والخطباء والمؤذنين يوجههم ويرشدهم ويعلمهم احكام الامامه والخطابه والآذان  ويدرسهم القرآن ويفسر لهم الايات ويصحح قرائتهم  واعتمدت ادارة الاوقاف توقيعه في

تعيينهم .

للشيخ –  مجلس في وقت الضحى من كل يوم في منزله يستقبل فيه من يأتيه يسأله عن مسأله او يقرا كتاب او يطلب شفاعه في خطاب ونحوه او يطرح بعض المشكلات او شي من حوائج الدنيا  .

جعل مابين المغرب والعشاء غالباً من كل ليله للرد على الاسئله والاستفسارات التي ترد على الهاتف.

كان له  ايضاً درس بين الاذان والاقامه لصلاة العشاء في بعض الكتب العلميه مثل كتاب اتحاف المسلمين بما تيسر من احكام الدين للشيخ عبدالعزيز السلمان – رحمه الله ، فكان يقرؤه ويشرحه ويعلق على مايحتاج الى توضيح وتعليق .

ودرس بعد صلاة العصر يومياً في كتاب من كتب اهل العلم  كالاصول الثلاثه وكتاب التوحيد  وغيرها يقرا ويعلق ويشرح .

بعد صلاة الفجر  كان  يجلس في المسجد يدرس القرآن وتفسيره ويجتمع عليه الكثير من الطلبه والمحبين يقرأون القرآن حفظاً ونظراً فيصحح لهذا ويوضح لهذا بعض الكلمات ويفسر بعض الآيات ويستمر ذلك الى مابعد طلوع الشمس وارتفاعها .

قام  بمحاضرات قيمه ومواعظ بليغه في مسجده وغيره من المساجد وفي بعض المناطق والمدن الاخرى .

له حفظه الله مجال في الدعوه في الكتابه في بعض المواضيع المهمه فيكتب في ذلك مقالاً في نشره او فتوى في ورقه او نصيحة في مطويه او رداً على بعض المقالات التي تنشر في الصحف ونحو ذلك.

وله ايضاً تعاون مع جمعيات تحفيظ القران وجمعيات البر الخيريه له معهم  جهود مباركه من دعم مالي وتوجيه وارشاد واقتراح ووصايا .

من منهجه  في التدريس انه لايفرض رأيه على طلابه حتى في اختيار الكتاب الذي يدرسه او تحديد وقت الدرس بل انه احيانا كان يقدم راي الطالب على رأيه .

من سمات دروسه  انه يعتني بعلوم الشريعه من العقيده والتفسير والحديث والفقه والفرائض وغيرها عنايه عظيمه وكذلك المتون العلميه وشرحها وتوضيحها للطلاب وكثيراً مايذكر :  انما هي الاصول والمتون للعلم ،من حرمها حرم الوصول.

حريص في دروسه على استغلال الوقت وعدم تضييعه فيما لاينفع ويحث الطلبه على العلم ويحترم الطالب كبيراً كان ام صغيراً .

ومن سمات دروسه ايضاً عدم تنفيره للطلبه والتعسير عليهم بل كثيراً ماييسر طرق التعلم والتلقي ومن ذلك لايحرج الطلبه الذين يخطئون في تلاوة القرآن او لايتقنون الحفظ .

من الكتب التي درسها : القرآن الكريم والاصول الثلاثه وكتاب التوحيد والاربعين النوويه والرحبيه في علم الفرائض والاجروميه في علم النحو وبلوغ المرام في الحديث وزاد المستقنع في الفقه وزاد المعاد وفي التفسير وغيرها الكثير من الكتب العلميه الاخرى .

بعد ان مرت السنوات التي قضاها الشيخ في البذل والعطاء  واحتساب الاجر والمثوبه قرر العوده للرياض لجمع شمله بابناءه واحفاده وكان له  قبل ان يقل نشاطه الصحي  درس يومي في جامع الشيخ عبدالرزاق عفيفي – رحمه الله بين الاذان والاقامه لصلاة العشاء.

ومن المعروف عن الشيخ انه لايحب المديح والشهره لطيف المعاشره طيب السريره كثير التودد مع من يعرف ومن لايعرف بشوشاً متواضعاً لاتراه الا منشرح الصدر تحيط به هاله من الورع والتقوى والخشوع والهيبه  متهلل الوجه يسلم على الصغير والكبير ويجيب الدعوه ويزور المرضى يحب البذل والسخاء واكرام الضيف يحب الفقراء والمساكين والضعفاء حتى من العمال الوافدين والغرباء القادمين يكرمهم ويستضيفهم ويجالسهم محباً للخير فعالاً له يحب مساعدة المسلمين ونفعهم ولايتوقف عن بذل الشفاعه لمحتاجيها فيبذل جاهه في قضاء حوائج الناس ويبذل قصارى جهده في تحقيق المصالح العامه التي تدعو حاجة الناس إليها .

من صفاته الخلقيه – مربوع القامه قمحي اللون مشرب بحمره كثيف الشعر خفيف الجسم وسيع العينين سمحاً طلق الوجه .


أسرتـــــه​


زوجاتـــــه:


– منيره بنت سليمان ابن عبدالعزيز الحجي من قبيلة هذيل – رحمها الله .

– نوره بنت عبدالعزيز ابن عبدالرحمن العيسى من قبيلة بني زيد  – حفظها الله .


أبنـــــاءه وبناتـــه:


( هيله ، ساره ، محمد ، لولوه ، عبدالعزيز ، نوره ، خالد ، عبداللطيف ، نوال ، الجوهره ، اسماء ، ماجد ، مضاوي ).