إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

لا تحزن

لا تحزن
الحزن شعور سلبي سوداوي مخالف للسرور والسعادة والاستبشار، وهو مفضِ مع الاستمرار في سردابه للكأبة والقنوط وسوء الظن بالله تعالى وحسن تدبيره وعظيم حكمته ولطفه ورحمته وبره. والله تعالى يحب الخير لعباده ويدلهم على طريق الفرح (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ونهى عن الحزن في غير موضعه: (ولا تحزن عليهم).
وبما أن المؤمن بشر مثل جنسه فلا يُنكر عليه الحزن العارض لفوات ملائم أو طروء مخالف لطبعه أو مضايقة روحه ونفسه، ولكن عليه أن يكون مَلِكَ نفسه وسيد مشاعره وطبيب روحه؛ فيرخي لمشاعره الزمام شيئًا بحيث لا يكبتها، كما لا يتركها بلا قيد ولا خطام.
وليستعمل علمه بالله وحسن ظنه به وعقله وفكره فيما بين يديه من دوافع حزنه وروافع بلائه وأسباب سلوانه، فإن كان الأمر لفوات دنيا فليعلم أن الدنيا بحذافيرها لا تستحق على التحقيق حزن ساعة! لكن لضعفنا البشري المركّب وغفلتنا الآنيّة نسترسل فيما لا ينبغي للعاقل الاسترسال فيه.
وأما إن كان الحزن للدِّين فينظر: إن كان لذنب أو فوات طاعة وقُربَه؛ فحزنه محمود، لكن عليه أن يجعل حزنه إيجابيًّا بحيث يعوّض ما فاته ويستدرك ما فرط فيه بحسب وسعه وطاقته، ويستغفر لذنبه ويلح بدعاء ربه بقبول توبته والعفو عنه.
وأما الحزن لدِين غيره كتقصير الناس في طاعة الله وانتشار المنكرات وضعف حال المسلمين وضعف تدينهم وظلمهم من قبل أعداء الدين قتلًا وسجنًا وتشريدًا؛ فحزنه محمود، ولكن لا بد أن يكون حزنًا باعتدال، مع مزجه بالاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه المنكرات وبالرضا بالقضاء لمصيبات الأمة ونقص أمنهم وأرزاقهم، مع بذله جهده وطاقته في سبيل رفع ما يمكن رفعه من حال الأمة، وكلٌ ميسر لما خلق له. وبالله التوفيق.
إبراهيم الدميجي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق