الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل!
إزالة وَضَرِ الخطيئة وأثرِ العصيان يحتاج لوقت طويل وليس كما يُظن أن التوبة تعيد القلب كما كان، فالقلب وهو وعاء الإيمان قد خُدش أو طُعن بحسب نوع وقدر الخطيئة، فبعض الخطايا يحتاج ترميم إيمان القلب بعدها لزمن طويل..
ومعنى التوبة تجب ما قبلها: أي يمحى الإثم من الصحيفة، ولكن هذا لا يعني بقاء القساوة والظلمة في القلب وقتًا قد يمتد العمر كله..
فاحذر الخطيئة مهما صغرت، وسارع للإقلاع عنها قبل أن تطول جذورها في قلبك، فكلما طالت جذورها صعب اقتلاعها بالتوبة أولًا، ثم صعب التخلص من آثارها السيئة آخرًا حتى بعد رحيلها.
وقد يوفق العبد لتوبة خاصة عظيمة تبني القلب بناءً كليًا جديدًا كأنه لم يقارف معصية قط! كحال كثير من الصحابة وعظيم إيمانهم الذي لن يلحق به من بعدهم، وكتوفيق الله لبعض التائبين الذين حفر الندم في قلوبهم أخاديد عميقة، وأجرى من عيونهم جداول غزيرة.. وهم يتمنّون بصدق لعظيم ندمهم أنهم لم يخلقوا حتى لا يزلّوا تلك الزلة التي كوت قلوبهم وأحرقت وجوههم حياء من ذي الجلال والإكرام سبحانه، ولكن من يوفق لمثل هذا؟!
إبراهيم الدميجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق