وثلاث
حثيات من حثيات ربي
من فضل الله ورحمته وكرمه أن جعل مع كل واحد
من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب سبعين ألفًا أيضًا، فيكون مجموعهم أربعة
مليارات وتسعمئة مليون مؤمن: (70000 × 70000 = 4900.000000) والظاهر أن الأعداد هنا
مقصودة بذاتها، وليست على سبيل المبالغة كعادة العرب في المبالغة بالسبعين، لأنّ جادّة
العرب في المبالغة بالعدد أنهم يكتفون بذكره وحده بلا إضافات عليه، كقولهم رأيته سبعين
مرة ونحو ذلك، أما في هذا الحديث فقد رُتّبت أعداد لاحقة على أعداد سابقة فمع كل ألف
سبعين ألفًا، أو مع كل واحد سبعين ألفًا، أما الحَثَيَات الربانية فلا يقدر قدرها إلا
الله تعالى، ومثلُ هذا العدد المقصود حديثُ رسول الله ﷺ: «يُؤتى بجهنَّمَ يومئِذٍ لها
سَبعُونَ ألف زمامٍ، مع كلِّ زِمامٍ سَبعونَ ألف مَلَكٍ يَجُرُّونَها»، رواه مسلم والله
أعلم. فعند أحمد أن رسول الله ﷺ قال: "أُعطيتُ سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير
حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل فزادني
مع كل واحد سبعين ألفًا". وصححه البوصيري والألباني، وقال رسول الله ﷺ:
"سألت ربي عز وجل، فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفًا على صورة القمر ليلة البدر،
فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا فقلت: أي رب؛ إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي، قال:
إذن أكمّلهم لك من الأعراب". أخرجه أحمد وجوده ابن حجر.
وقد
جاء في حديث آخر: "وعدني ربي أن يُدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، مع كل ألف سبعون
ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حَثَيَاتٍ من حَثَيَاتِ ربي".
فعددهم في هذا الحديث أربعة ملايين وتسعمئة
ألف (4.900.000) مع زيادة حثيات الكريم الرحيم الوهاب تبارك وتعالى. فلعلّ الله تعالى
قد بَشَّرَهُ أوَّلًا بسبعين ألف مع كل ألف، ثم زاده سبعين ألفًا مع كل واحد، وفوق
ذلك كله الحَثَيَات الإلهية الثلاث، أي يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب بقدر حثياته الثلاث
تبارك وتعالى وتقدّس، وهي حثيات عظيمة، ولا يقدّر قدرها إلا الله تعالى. والله أعلم
كم قدر الحثية، والحَثية في اللغة: هي ملء الكفّين. نسأل الله الكريم أن يجعلنا جميعًا
ووالدينا وأحبابنا منهم، آمين. ومعلومٌ حبورُ النفس وفرحها بتتابع البشارات تلو البشارات
بخصوص البشارة الأولى وزيادتها ومباركتها، فلله الحمد كل الحمد.
إبراهيم الدميجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق