إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

الاثنين، 3 يناير 2022

قالوا عن الرِّضَا بالله تعالى

 

قالوا عن الرِّضَا بالله تعالى

 

الحمد لله، وبعد؛ فإن المؤمن يصبح ويمسي وهو يقول بقلبه وقالبه: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا. ولا غرو أن يكون الرضا للمؤمن ملء السمع والبصر، فأمرٌ بهذه العظمة والجمال غير مُستغرَب أن يُشارك في ذكره ووصفه والترغيب فيه أولو الحِجَى وأربابُ الهمم وسادةُ السُّلوك. وآثارُ سيرهم على هذه الجادّة الرسولية شهيرة، وأقوالهم في هذا الباب كثيرة، وإشاراتهم لمن خلفهم غزيرة، ولكن نكتفي ببعض الإلماحات، ونحتسي شيئًا من تلك الإشارات، علّ الله تعالى أن يقدح بها في قلوبنا أزندة الاعتبار والادّكار، ويُشيد بها في نفوسنا أبنية الموعظة والافتكار، فالسعيد من اهتبل فرص النصح، وقبض براحته على ما اسطاع من مفاتح المأثور، المُستقى من ينبوع الوحي وضيائه السَّنِيّ، واستبق به أبواب العمل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، سبحانه وبحمده. فجميل أن يكون لحياتك معنى وهدف تسعى لتحقيقه، والأجمل أن يكون الهدف مرضاة الله تعالى، فلتحي بالله ولله.

قال لقمان لابنه: «أوصيك بخصال تقرّبك من الله وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت» (1). وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى رضي الله عنهما: «أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر» (2). وقال أيضًا رضي الله عنه: "ما أبالي على أي حال أصبحت وأمسيت من شدة أو رخاء". وقال ميمون بن مهران رحمه الله: «من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء» (3).

إن كان لا يُغنيكَ ما يكفيكا … فكلّ ما في الأرضِ لا يُغنِيكا

وقال الربيع بن أنس رحمه الله: «علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لا تحب شيئًا إلا أكثرت من ذكره، وعلامة الدين: الإخلاص لله في السرِّ والعلانية، وعلامة الشكر: الرضا بقدر الله والتسليم لقضائه» (4). وقد رجّح ابن باز رحمه الله في شرح بلوغ المرام منزلة الغني الشاكر على الفقير الصابر بناء على حديث: "ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى".. الحديث، وفيه: فقال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" (5). وأظنه قصد إن استويا في التقوى، فلدى الشاكر أبواب للخير ليست عند الفقير الصابر. أما مذهب ابن تيمية فهو أن أفضلهما أتقاهما على كل حال. قلت: وليس بينهما اختلاف على الحقيقة، لأن الأتقى هو الأفضل مطلقًا، لكن إن استويا في التقوى فمَن عنده تقوى مع فُرَصِ خير فهو الأفضل؛ لأنّه لن يألوا جهدًا في حصد أجور الآخرة لتحصيل مراضي ربه تعالى، كما أنه محتاج لصبر كذلك، وقد يكون صبر الغني أشقّ في أحوال كثيرة من صبر الفقير الذي كثيرٌ من صبره اضطرار، وليس الاختيار كالاضطرار، وإن كان الفقر في الأغلب أسلم من الآفات. وقد ابتلى الله تعالى أيوب الصابر وسليمان الشاكر عليهما السلام، وقد أثنى عليهما بنفس الثناء فقال عن كلٍّ منهما: (نعم العبد إنه أواب). وعلى كل حال فالرضا هو حال المؤمن الذي يرضى تدبير مولاه له، ويفرح به، ويعيش عليه، ويأطر نفسه على ذلك إن أوشكت أن يزعزعها عن منزل الرضا العالي المنيف عارضُ ضعفٍ، أو هبوبُ هلعٍ، أو واردُ طمعٍ، أو حَطْمُ جزعٍ، والمحفوظ من حفظه مولاه.

وإن رويتُ أحاديثَ الذين مضَوا ...    فعن نسيم الصَّبا والبرقِ إسنادي

وعن مالك بن أنس رحمه الله قال: بلغني أن رجلًا من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزبير رضي الله عنهما يقول: «ألا إنّ لأهل التقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم: من رضي بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النعماء، وصدق باللسان، ووفى بالوعد والعهد، وذُلٍّ لأحكام القرآن. وإنما الإمام سوق من الأسواق، فإن كان من أهل الحق حمل إليه أهل الحق حقهم، وإن كان من أهل الباطل حمل إليه أهل الباطل باطلهم». (6)

وقال عبد الله بن المبارك: قال داود لابنه سليمان عليهما السلام: «يا بني، إنما تستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء: لحسن توكله على الله فيما نابه، ولحسن رضاه فيما آتاه، ولحسن زهده فيما فاته» (7). وقال الفيروز آبادي: «رضا العبد عن الله على ألا يكره ما يجري به قضاؤه، والرضوان الرضا الكبير. ولما كان أعظم الرضا رضا الله؛ خصّ لفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله تعالى» (8).

والراضي بربه سعيد مسرور بعطائه، ساكنٌ رخيّ البال في ابتلائه، يرى المنع عطاء، لأنه في الحقيقة كذلك، لكن لا تبصرها نون العين بل نون البصيرة، وقد قال المتنبي:

وعينُ الرّضا عن كلّ عيب كليلة ... كما أن عين السُّخط تُبدي المساويا

والموفق الرشيد هو من رضي بربه ولم يرض نفسه لربه، كما قال كشاجم:

لم أرض عن نفسي مخافةَ سُخْطَها ... ورضا الفتى عن نفسه إغضابُها

ولو أنني عنها رضيتُ لقصّرتْ ... عما تزيد بمثله آدابُها

وتبيّنتْ آثارَ ذاك فأكثرَتْ ... عذلي عليه فطال فيه عتابُها

وقال الغزالي رحمه الله تعالى: "قال عمر بن عبد العزيز: "ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر، وقيل له: ما تشتهي؟ فقال: ما يقضي الله". وقال الفضيل رحمه الله تعالى: "إن لم تصبر على تقدير الله؛ لم تصبر على تقدير نفسك". وقال عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله تعالى: "ليس الشأن في أكل خبز الشعير والخلّ، ولا في لبس الصوف والشَّعر، ولكن الشأن في الرضا عن الله عز وجل". وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لأن ألحَسَ جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت؛ أحبّ إلي من أن أقول لشيء كان: ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن: ليته كان".

 ونظر رجل إلى قرحة في رجل محمد بن واسع رحمه الله تعالى. فقال: "إني لأرحمك من هذه القرحة"، فقال: "إني لأشكر الله منذ خرجت، إذ لم تخرج في عيني". وروي في الإسرائيليات: أن عابدًا عبد الله دهرًا طويلًا فأري في المنام فلانة الراعية رفيقتك في الجنة؛ فسأل عنها إلى أن وجدها، فسألها فلم تذكر كثير عمل، ولكنها قالت: "خُصيلة واحدة هي فيَّ؛ إن كنتُ في شدّة لم أتمنّ أن أكون في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمنّ أن أكون في صحة، وإن كنت في الشمس لم أتمنّ أن أكون في الظل". فوضع العابد يده على رأسه وقال: "أهذه خصيلة؟ هذه والله خصلة عظيمة يعجز عنها العباد". علمًا أنّ الرضا لا يمنع دفع القدر المؤلم بالقدر المشروع كما أسلفنا. ولعلها قصدت إن لم تقدر على دفعه، أو لما يترتب على مدافعته من فوات مصلحة شرعيّة أرجى، فهذا حال الموفّقين، والله أعلم.

إذا ما الخيام البيض لاحتْ لدى مِنًى ...  فعرّجْ فإنّا بعدها بقليلِ

وعن بعض السلف: "إن الله تعالى إذا قضى في السماء قضاء أحب من أهل الأرض أن يرضوا بقضائه". وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ذروة الإيمان: الصبر للحكم والرضا بالقدر". وقال سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى: "حظّ العبيد من اليقين على قدر حظهم من الرضا، وحظهم من الرضا على قدر عيشهم مع الله عز وجل" (9). أي: بأحوال قلوبهم مع ربهم تبارك وتعالى.

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أُبالي إذا رجعتُ إلى أهلي على أيّ حال أراهم بخيرٍ أو بشرّ، وما أصبحت على حالة فتمنّيت أنّي على سواها" (10). وقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن أبا ذر رضي الله عنه يقول: الفقر أحبُّ إلي من الغنى، والسّقم أحبُّ إليّ من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتّكل على حسن اختيار الله له؛ لم يتمنّ أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له. وهذا حدُّ الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء". (11)

وقال عبد الواحد بن زيدٍ رحمه الله: "الرضا باب الله الأعظم، وجَنّة الدنيا، ومُستراح العابدين". و ربما رضي المُبتلى حتى لم يَعُدْ يشعر بالألم، كما أنشدوا:

عذابُه فيك عذبٌ  ...  وبُعْدُه فيكَ قربٌ

أي: بُعدُه عن أحبابه من الناس بسبب قيامه في دين الله تعالى هو في حقيقته قربٌ من الله تعالى، وزلفى لديه، ومدرج رضًا بين يديه له، ومن كان في الله تَلَفُهُ كان على الله خَلُفُه، تبارك وتعالى. ونقل عبد الله بن المبارك رحمه الله قوله: "يا بنيّ؛ إنما تستدلّ على تقوى الرجل بثلاثة أشياءٍ: حُسْن توكله على الله فيما نابَه، وحُسْن رضاه فيما آتاه، وحُسْن زهده فيما فاته". (12) وقال سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه لابنه عمر: "يا بنيّ، إذا طلبت الغِنى فاطلبُه بالقناعةِ، فإن لم تكن لك قناعةٌ فليس يُغنيكَ مالٌ". (13)

والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتَها … وإذا تُرَدُّ إلى قليل تَقْنَعُ

وقيل لبعض العُبّاد: قد نلت الغِنى؟ قال: "إنّما نال الغنى من أُعتق من رقِّ الدنيا" (14). وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: "القناعة أوّل الرضا" (15). وقال بكر المزني رحمه الله تعالى: "يكفيك من الدنيا ما قنعت به ولو كفّ تمر، وشربة ماء، وظلّ خباء. وكلّما انفتح لك من الدنيا شيء، ازدادت نفسك به تعبًا" (16). وقال أعرابي في الرِّضا والقناعة:

علامَ سؤال الناس والرزقُ واسعٌ  ...  وأنت صحيحٌ لم تخنك الأصابعُ

وللعيش أوكارٌ وفي الأرض مذهبٌ ... عريضٌ وباب الرزق في الأرض واسعُ

فكن طالبًا للرزق من رازق الغنى   ... وخَلِّ سؤال الناس فالله صانعُ

وقال مسلم بن الوليد:

أقولُ لمأفونِ البديهةِ طائرٍ  ...  مع الحرص لم يغنم ولم يتموَّلِ

سل الناس إني سائلُ اللهَ وحده  ...  وصائنُ عرضي عن فلان وعن فُلِ (17)

قال أبو ذؤيب الهذلي وقد أجاد وأحسن أيّما إحسان في بيان طبع النفس:

والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبتَها  ...  وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقنعُ

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن من رأس التواضع أن ترضى بالدون من شَرَفِ المجلس، وأن تبدأ بالسلام من لقيت، وأن تكره من المدحة والسمعة والرياء بالبر". وجاء في كتب أهل الكتاب، في وصف أمة أحمد صلى الله عليه وسلم: "علماء، حكماء، أبرار، أتقياء، كأنهم من الفقه أنبياء. يرضون من الله باليسير من الرزق، ويرضى الله منهم اليسير من العمل. يدخلهم الجَنَّة بشهادة أن لا إله إلا الله" (18).

واعلم – رحمني الله وإياك – أن لجثمانك حدٌّ ينتهي منه للموت، ولا يعود صالحًا في هذه الدنيا لحمل الروح، وهذا هو عمرك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أعمارُ أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلّهم من يجوز ذلك" (19). فعُمرك الافتراضي هو ما بين الستين إلى السبعين، وثلثه قرابة الإثنين وعشرين عامًا، والثاني إلى أربع وأربعين، وما بعده فهو الثلث الأخير، وقد تزيد سنيًّا فوقها، وقد يخترمك المنون قبلها، فالسعيد من هيَّأ داره بالصالحات قبل النُّقلة إليها، وأَلَان فراشه بالقربات قبل طول الرقدة في القبر، وأثقل ميزانه بالباقيات قبل تطاير الصحائف واشتداد المخاوف، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.

وأبشر يا عبد الله بأمانِ الله لك في قبرك إن أطعته، فلا فزع ولا خوف ولا وحشة حين يُدبِرُ عنك أحبّ الناس إليك، فعملُك أنيسُك، وشوقُك للجنة ضجيعُك، ومنشورُ نجاتك بين يديك، فضلًا من الله وإحسانًا، فعن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: "إنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إلى القَبْر، فَيَجْلِسُ الرَّجُلُ الصّالحُ في قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ ولاَ مَشْعُوف، ثُمَّ يُقالُ لَه: فِيمَ كُنْت؟ فَيَقُول: كُنْتُ في الإسلام، فيُقالُ له: ما هذا الرَّجُل؟ فَيَقُول: محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ، جاءنا بِالبَيِّناتِ مِن عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْناه، فيقالُ له: هَل رَأيْتَ الله؟ فَيَقُول: ما يَنْبَغِي لأحَدٍ أن يرى الله، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النّارِ فَيَنْظُرُ إلَيْها يحْطِمُ بَعْضُها بَعْضَا، فَيُقالُ لَه: انظُرْ إلى ما وقاكَ الله. ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إلى زَهْرَتِها وما فِيها، فَيُقالُ لَه: هَذا مَقْعَدُك، ويُقالُ لَهُ: عَلى اليَقِينِ كُنْت، وعَلَيْهِ مُتّ، وعَلَيْهِ تُبْعَثُ إنْ شاءَ الله..". (20)

وعن ابن الصلاح رحمه الله تعالى، أنه قال: أخبرني الشيخ الصالح علي بن الرّواس، قدّس الله روحه، قال: "أُلهمتُ في النوم هذه الكلمات: ادفع المسألة ما وجدتَّ التجمّل يمكنك، فإن لكل يوم رزقًا جديدًا، والإلحاحُ في الطلب يذهب البهاء، وما أحسن الصنيع إلى الملهوف، وربما كانت الغِيَرُ نوعًا من أدب الله تعالى، والحظوظُ مراتب فلا تعجل على ثمرةٍ قبل أن تُدرَك، فإنك ستنالها في أوانها، ولا تعجل في حوائجك فتضيق بها ذرعًا ويغشاك القنوط". (21)

وما أبلغ ما قال الرافعي رحمه الله تعالى: "ما أشبه النكبة بالبيضة، تُحسَبُ سجنًا لما فيها، وهي تحوطه وتربّيه و تعينه على تمامه، وليس عليه إلا الصبر إلى مدة، والرضا إلى غاية، ثم تفقس البيضة، فيخرج خلقًا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته". (22)

اللهم يا واسع الفضل، يا عظيم المنِّ، يا كبير المعروف، يا قديم الإحسان، يا ربَّنا يا الله، نحن عبيدك الفقراء إليك، المنكسرون بين يدي عظمتك، المنطرحون لسطوة جلالك، المشتاقون لرؤية جمالك، المكتفون بكمالك، الراكعون الساجدون الحامدون لك، إلهنا عبيدك سوانا كثير، وليس لنا ربٌّ سواك ندعوه، ولا إله نصمد إليه، ولا ملجأ نعتصم به، فررنا منك إليك، وما عبَدنَاك حق عبادتك، هذه نواصينا الخاطئة خاضعة بين يديك، عزَّ جارُك، وجلَّ ثناؤكَ، ولا إلهَ غيرُكَ، اللهم نسألك بوجهك الأكرم واسمك الأعظم وأسمائك الحسنى وصفاتك العلى العفو والمغفرة والرحمة والرضوان والفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا عذاب، ووالدينا وأهلينا وذرارينا وأقاربنا وجيراننا ومشايخنا وأحبابنا، إله الحق آمين، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

فإن تماديتُ فاغفر إنني بشرٌ   ... وإن غفرتَ فاجزلْ إنك اللهُ

وانتهى الأمر ربنا بحمدك كما ابتدأ بحمد، (فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله الكبراء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم).

إبراهيم الدميجي

aldumaiji@gmail.com

...........................

1.    مدارج السالكين، لابن القيم (2/ 229)

2.    مدارج السالكين (2/ 275)

3.    الإحياء، للغزالي (3/ 346)

4.    مدارج السالكين (2/ 227)

5.    وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: "وما ذاك"؟ فقالوا: يُصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلا أعلّمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "تسبّحون وتكبّرون وتحمدون دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة". فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". رواه البخاري 1/213 -214 ( 843 )، ومسلم 2/97 ( 595 ) ( 142) وهذا لفظ مسلم، والدثور: الأموال الكثيرة.

6.    جامع الأصول (11/ 703، 704)

7.    الدر المنثور، للسيوطي (1/ 62)

8.    بصائر ذوي التمييز، للفيروز آبادي (3/ 77)

9.    إحياء علوم الدين (3/  438-439) باختصار.

10.                    صفة الصفوة (١/ ١٨٦)

11.                    البداية والنهاية (٨/ ٢٠٤، ٢٠٥)، وابن عساكر (١٣/ ٢٥٣)

12.                    الدر المنثور (١/‏٦٢ )

13.                    عيون الأخبار (٣/ ١٨٧)

14.                    موسوعة ابن أبي الدنيا (٥/ ١٣٢)

15.                    تهذيب الحلية (٣/ ١٨٣)

16.                    موسوعة ابن أبي الدنيا (٤/ ١١٩)

17.                    ديوان مسلم بن الوليد (٢٦) والعقد الفريد (٥/ ٣٥٥) وقوله: "وعن فُلِ" ترخيم جميل أملته القافية، ولا يكون إلا عند النداء خلا ما أملته الحاجة كالوزن والقافية، وهذا كثير عند العرب، كعائش من عائشة، وفاطم من فاطمة، ومال من مالك، وسُعا من سُعاد، وحار من حارث ونحو هذا، ولا يجوز الترخيم في المنادى إلا إذا كان مؤنثًا بالهاء علَمًا أو غير علم، أما إذا كان غير مؤنث بالهاء فلا يُرخَّم إلا إذا كان رباعيًا فأكثر. ويشابه الترخيمُ النحتَ في الاختزال، والنحت هو نزع كلمة من كلمتين أو أكثر، فهو نوع من الاختزال قد يكون نحتًا للكلمتين، وقد يكون لأكثر، كالبسملة من بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد له من الحمد لله، والحوقلة والاسترجاع ونحو ذلك.

18.                    حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم (٦/‏٣٢٠). واعلم أن لمفتاح الجنة شروطًا لا بدّ من اجتماعها، وهي علم ينافي الجهل، ويقين ينافي الشك، وقبول ينافي الردّ، وإخلاص ينافي الشرك، وانقياد ينافي الشرك، وصدق ينافي الكذب، ومحبة تنافي البغض. وقد نظمها بعضهم بقوله:

علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقك مع … محبةٍ وانقيادٍ والقبولِ لها

وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله بقوله:

العلم واليَقِين والقَبُولُ … والانقيادُ فادْرِ ما أقُولُ

والصدقُ والإخْلاص والمحبة … وفّقك الله لما أَحبَّه

19.                    الترمذي (2447)، وابن ماجه (4236) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني.

20.                    ابن ماجه (٤٢٦٨) وصححه الألباني.

21.                    وفيات الأعيان، لابن خلّكان (٣/‏٢٤٥)

22.                    وحي القلم، للرافعي (2/ 97)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق