إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

إليكَ.. وإلا لا تُشَدُّ الركائبُ..

الاثنين، 3 يناير 2022

الفرقُ بين الرِّضا بالله والرِّضا عنه سبحانه

 

الفرقُ بين الرِّضا بالله والرِّضا عنه سبحانه

 

أكثر النصوص إنما تذكر الرضا بالله تعالى، فهو الأصل، فإذا رضي العبد بالله اندرج الرضا عنه في الرضا به، ولهذا اكتفي بذكره في الأغلب. ولابن القيم رحمه الله تعليل لطيف وتفريق جميل، فقال رحمه الله: "الرضا بالله ربًّا متعلّق بذاته وصفاته وأسمائه وربوبيته العامة والخاصة. فهو الرضا به خالقًا ومدبّرًا وآمرًا وناهيًا وملكًا ومعطيًا ومانعًا وحَكمًا ووكيلًا ووليًّا وناصرًا ومعينًا وكافيًا وحسيبًا ورقيبًا ومبتليًا ومعافيًا وقابضًا وباسطًا.. إلى غير ذلك من صفات ربوبيته.

 وأما الرضا عنه: فهو رضا العبد بما يفعله به ويعطيه إياه. ولهذا إنّما يجيء في الثواب والجزاء، كقوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية)، فهذا برضاها عنه لما حصل لها من كرامته، كقوله تعالى: (خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه).

 والرضا به أصل الرضا عنه، والرضا عنه ثمرة الرضا به. وسرُّ المسألة: أنّ الرضا به متعلق بأسمائه وصفاته، والرضا عنه متعلق بثوابه وجزائه". (1)

"وقال ابن عطاء: الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به. قلت: وهذا رضا بما منه، وأما الرضا به فأعلى من هذا وأفضل. ففرق بين من هو راض بمحبوبه، وبين من هو راض بما يناله من محبوبه من حظوظ نفسه. والله أعلم". (2)

إبراهيم الدميجي

aldumaiji@gmail.com

..........................

1-    مدارج السالكين (2 / 186)

2-    مدارج السالكين (2 / 175)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق